"لا يجب إضاعة الفرصة الحالية لتوحيد صفوف المعارضة السورية"
بدأت يوم الاثنين، أعمال مؤتمر المعارضة السورية في العاصمة المصرية القاهرة برعاية الجامعة العربية وبمشاركة 250 معارض سوري، حيث قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إنه "لا يمكن مساواة ما تقوم به القوات الحكومية من انتهاكات وبما تقوم به الجماعات الأخرى، ولا تزال الحكومة السورية تماطل في تنفيذ تعهداتها وعلى الحكومة السورية تحمل مسؤولية حماية الشعب لا قتله"، مشيرا إلى أن الجامعة والمجموعة الدولية لا يمكنهما التغاضي عن الجرائم الخطيرة التي ترتكب بحق الشعب السوري.
وقال العربي، في كلمة افتتح فيها المؤتمر، نقلتها وسائل إعلام إنه "لا يمكن مساواة ما تقوم به القوات الحكومية من انتهاكات بما تقوم به الجماعات الأخرى، ولا تزال الحكومة السورية تماطل في تنفيذ تعهداتها وعلى الحكومة السورية تحمل مسؤولية حماية الشعب لا قتله".
وتستضيف الجامعة العربية يومي الاثنين والثلاثاء، مؤتمرا موسعا للمعارضة السورية، بالقاهرة بمشاركة نحو 200 شخصية معارضة, وذلك بهدف "التوصل إلى رؤية مشتركة للمرحلة القادمة".
وأشار العربي إلى أنه "لا يجب إضاعة الفرصة الحالية لتوحيد صفوف المعارضة السورية"، مبينا أن "الجامعة العربية ستظل المظلة الحامية لكل المعارضة السورية دون تمييز، وهي ملتزمة بالسعي لإنجاح خطة عنان ذات النقاط الستة".
وكان نائب الأمين العام للجامعة العربية، السفير احمد بن حلي، قال يوم السبت، إن الجامعة العربية أنهت كافة التحضيرات لاستضافة المؤتمر الموسع للمعارضة السورية المقرر عقده بأحد فنادق العاصمة المصرية القاهرة يومي الثاني والثالث من تموز، المقبل تحت رعاية الأمين العام نبيل العربي.
وسيبحث المؤتمر, بحسب وسائل اعلام, تقريب وجهات النظر بشأن مستقبل سورية في ظل ما تشهده من أحداث دامية ومتسارعة, كما أن المشاركين يمثلون عددا كبيرا من كل قوي المعارضة السورية في الداخل والخارج.
كما أوضح الأمين العام للجامعة "ذهبنا إلى مؤتمر جنيف لضمان تنفيذ التعهدات بوقف القتل لكن اجتماع جنيف لم ينجح بإصدار قرار ملزم تحت الفصل السابع كما كان يرغب العرب، لكنه أفضى إلى إجماع الدول الخمسة الكبرى على انتقال السلطة في سورية".
ويأتي مؤتمر المعارضة بعد يومين من انعقاد مؤتمر جنيف حول سورية، حيث طرحت الدول المشاركة فيه تنفيذ خطة الطريق التي طرحها عنان للانتقال السلمي للسلطة عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على الإعداد لدستور جديد وانتخابات عبر فترة انتقالية، وفي ظل ارتفاع وتيرة العنف والعمليات العسكرية، وسقوط الكثير من الضحايا, ما أدى إلى تعليق عمل بعثة المراقبين الدوليين في عدة محافظات.
وقررت الجامعة العربية، مؤخرا، تأجيل مؤتمر المعارضة السورية الذي كان مقررا عقده في مقر الجامعة يومي 16 و17 أيار الماضي، وذلك بناء على طلب من أطراف المعارضة لمزيد من التشاور.
ووجهت الدعوة لحضور المؤتمر الى وزراء خارجية الدول الأعضاء الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والعراق رئيس القمة والكويت رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية، وقطر رئيس اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية، والمبعوث الدولي كوفي عنان بالإضافة إلى الدول التي استضافت مؤتمر "أصدقاء سورية" وهي تركيا وتونس وفرنسا".
ويعقد المؤتمر الموسع للمعارضة السورية بناء على قرار وزراء الخارجية العرب رقم 7505 الصادر عن الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية التي عقدت بالدوحة في 2 حزيران الماضي، وذلك بهدف الوصول لرؤية مشتركة تمكن المعارضة السورية عندما تدخل في الحوار من أن يكون لها تصور واضح وواقعي وعملي للمرحلة المقبلة يساعد في الخروج من هذه الحالة وحل الأزمة بما يلبي تطلعات الشعب السوري".
وتعاني المعارضة السورية من انقسامات داخل مكوناتها، الأمر الذي يؤدي إلى فشل في توحيد الرؤى تجاه الأوضاع في سوريا، ما ينعكس سلبا على وضعها كمكون ممثل لجزء من السوريين, حيث أن هناك أطياف من المعارضة تنادي بضرورة التدخل العسكري الخارجي في سورية ومنها "المجلس الوطني" المعارض فيما تعلن معارضة الداخل كـ "هيئة التنسيق الوطنية" و"تيار بناء الدولة السورية" وغيرها.. رفضها لهذا الأمر.
وكانت مجموعات من المعارضة السورية، اجتمعت منتصف الشهر الماضي، في مدينة اسطنبول التركية لمدة يومين بهدف توحيد رؤيتها، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة تقوم بالتحضير لمؤتمر القاهرة، تحت رعاية جامعة الدول العربية.
وتشهد سوريا حركة احتجاجات واسعة منذ ما يقارب 16 شهر ، تحولت في الأشهر الأخيرة إلى عمل مسلح على يد جماعات معارضة في مواجهة "أعمال القمع والعنف" الذي يقوم بها النظام.
ويتهم النظام قوى خارجية بدعم "عصابات إرهابية مسلحة" تعمل على تقويض الدولة السورية واستهداف دور النظام الإقليمي في المنطقة خدمة لمشاريع غربية.
وعجزت المبادرات السياسية والجهود الدبلوماسية حتى الآن في وضع حد للعنف المتفاقم في سوريا ، حيث باءت كل المبادرات والتفاهمات الدولية والعربية بالفشل ولم تستطع تهدئة الاحداث المتصاعدة على ارض الواقع.
|