مقالات وتحليلات  
نهاية زمن المعارضة و انكشاف الوجوه الثورية  - 2012/09/24
الكاتب: المكتب الاعلامي ، المصدر: حزب الأنصار   |  التعليقات   |    |    | 

بعد كل هذه الدماء التي سالت على أرض سوريا، وبعد كل هذا الدمار الذي لم يترك مدينة، أو قرية، في الداخل السوري، استيقظت بعض القوى والأحزاب الديمقراطية اليسارية لتصنف نفسها أنها معارضة؟!

بعد كل هذا التأخر عن ركب مجريات وتطور الأحداث السورية، التي لم تعد تخفى على الطفل الصغير، نطقت تلك الأحزاب بعبارات خجولة، وتحركت تلك القوى، لتحاول أن تغسل عن نفسها عار الصمت، ولتلقي آخر طوق نجاة لتيار ما يسمى بأسلوب التغيير الديمقراطي السلمي، بعد كل هذا القتل، بعد كل هذا الدمار، بعد كل ما جرى، انتهى زمن المعارضة، وحان الوقت لتنكشف الحقيقة ...

لقد سار الحراك الشعبي بخطى متقدمة، منذ ما يزيد عن سنة تقريبا، نحو ما يجب علينا نحن كقوى سياسية أن نصّرح ونعترف، وبدون أي مواربة  وخوف، إنه خيار الثورة ...

إن القوى والأحزاب اليسارية، كانت منذ البداية تحاول ان تركب موجة الحراك الشعبي واعلنت وقوفها معه  و بشكل مبطن و غير معلن تحاول أن تطفئ فتيل الثورة،  فمنذ بداية الاحداث بدأت تسمي ما يحدث اولا بحراك شعبي ثم  بإحتجاجات سلمية ثم انتفاضة شعبية  ثم بمعارضة

و السؤال الذي يجب نطرحه على تلك الاحزاب اليسارية  التي ادعت انها معارضة في زمن انتهت فيه المعارضة و اصبح هناك خيارين لاثالث لهما اما مع خيار الثورة بكل نتائجها السلبية و الايجابية او ضد هذه الثورة ؟

 

ان تلك القوى اليسارية هي في الحقيقة السبب الرئيسي لانطلاق ثورات الربيع العربي فقد كانت تدعم الانظمة العربية الديكتاتورية و تقتل الحياة السياسية الحقيقية و تتخفى بستار و شعارات الديموقراطية  "الدم قراطية"  مستنزفة ثروات و طاقات الشعوب محاولة اشغالها بمحاربة اعداء وهميين كانو قد تصالحوا او تعاونوا معهم. و المراقب للوضع يستشعر أن تلك الثورات قامت  ضد سياساتهم و استغلالهم ، و لكن تلك الشعوب باتت تدرك حقيقة عداءهذه القوى السياسية لها و سياساتها المنافقة التي باتت مكشوفة للعيان فهي تارة مع الاعداء الخارجيين للامة و تارة مع تلك الانظمة الديكتاتورية و تارة مع ثورات الشعوب .

ولكنهم عندما شعروا بضعف  وانتهاء زمن تلك الانظمة الديكتاتورية التي اوصلتهم لدفة الحكم و السلطة راحوا ينقلبون عليها ليركبو موجة ثورات الربيع العربي املا منها بالنجاة من الثورة و طمعا منهم باقتسام تلك الكعكة الجديدة .

و لكن نتساءل الآن هل يدرك النظام السوري حقيقة هذه القوى السياسية و يحاول ان يستثمرها ؟ ام انها باتت تقنعه بأنها الخلاص و طوق النجاة له من اعدائه في الداخل و الخارج ؟

و السؤال الاخطر هو هل تقوم موسكو و بكين بتلميع تلك المعارضة الجديدة من القوى اليسارية لاستبدالها بنظام تعتقد انه لم يعد يصلح للمرحلة القادمة ؟



التعليقات المدرجة تعبر عن رأي كاتبها ولا يتحمل حزب الأنصار أي مسؤولية عن محتوى التعليقات

 

Copyrights 2010, All rights reserved